الأعاصير هي عواصف كبيرة وعنيفة جدا، والتي يمكن أن تكون مصحوبة بالرياح العاتية والأمطار والفيضانات، ولفهم الأعاصير، يجب أن نفهم أولا كيف تتشكل وما هي العوامل الضرورية لتشكلها.
تحتاج الأعاصير إلى أن تصل حرارة مياه المحيط إلى درجة معينة حيث أنها تتشكل فقط فوق المياه التي تصل حرارتها إلى 26.5 درجة مئوية على الأقل، كما أنها تحتاج إلى هبوب الرياح في الإتجاه نفسه و بنفس السرعة على ارتفاع 9000 متر من سطح البحر.
وفي حال استيفاء هذه الشروط يتم تشكيل إعصار أو عاصفة مدارية (عاصفة أقل قوة من الإعصار) حيث ان المياه الدافئة في المحيط تقوم بتسخين الهواء فوقها فيرتفع هذا الهواء الساخن فوق الهواء البارد لأنه أخف، وعندما يتصل الهواء الساخن مع الهواء البارد، يتحول بخار الماء إلى قطرات المياه وترتفع درجة حرارة الجو، وعندما يرتفع الهواء الدافئ، ويحل محله الهواء البارد تنشأ الرياح، التي تتحول إلى دوامة تحت تأثير قوة كوريوليس (قوة كوريوليس ميل أو انحراف جسم متحرك بتأثير من دوران الكرة الأرضية).
وبالتالي، يتشكل الإعصار أو العاصفة المدارية، ويسمى مركز الدوامة عين الإعصار، والذي يتشكل من قِبَل حركة لولبية من الرياح، وعندما يمر عين الإعصارعلى مساحة أو منطقة فإن الرياح تهدأ و يتوقف المطر، وتصفو السماء حيث يمكن رؤية الشمس بالنهار و النجوم بالليل، ليبدأ كل شيئ من جديد فتغير الرياح اتجاهها و تشتد من جديد، وتكون الرياح و الأمطار أقوى في المنطقة المحيطة بعين الإعصار أو مركز الدوامة.
من أين تأتي الأعاصير و إلى أين تذهب؟
الإعصار يتطور فقط على البحور الدافئة، ولكنه يتحرك وقد يستمر تنقلها لأيام أو أسابيع ولمسافات كبيرة، وتتشكل الأعاصير والعواصف الاستوائية التي تحدث في أمريكا الشمالية عموما في شرق المحيط الأطلسي، حيث الماء ساخن جدا.
أنواع الأعاصير:
هناك خمسة أنواع أو فئات، من الأعاصير، وِفق مقياس سافير-سيمبسون، وتستند هذه الفئات على سرعة الرياح.
الفئة 1: الرياح 119-153 كم / ساعة (74-95 ميلا في الساعة)
الفئة 2: الرياح 154-177 كم / ساعة (96-110 ميلا في الساعة)
الفئة 3: الرياح 178-208 كم / ساعة (111-129 ميلا في الساعة)
فئة 4: الرياح 209-251 كم / ساعة (130-156 ميلا في الساعة)
الفئة 5: الرياح أكثر من 252 كم / ساعة (157 ميلا في الساعة)
ما هي أجزاء الإعصار؟
العين: العين هي "ثقب" في قلب العاصفة أو مركز الدوامة، وتكون الرياح خفيفة في هذا المجال، والسماء غائمة جزئيا، وأحيانا تكون صافية.
جدار العين: جدار العين هو حلقة من العواصف الرعدية التي تحوم حول العين، ويمثل هذا الجدار الجزء الشديد الاضطراب في الإعصار، حيث تكون الرياح أقوى و الأمطار أثقل.
أسماء الأعاصير:
كثيرا ما نسمع عن أعاصير تحمل أسماء علم ولكننا لا نفهم مصدر هذا الإسم أو ذاك وقد نعتقد أن الإعصار منسوب إلى شخص ما ولكن الحقيقة هي أن العلماء يطلقون على الأعاصير أسماء علم ليسهل التعرف عليها وتتبعها، وهذه الأسماء تؤخذ من ستة قوائم مُعدة مسبقا، وتضم أسماء الذكور و الإناث مرتبة أبجديا.
وفي كل عام، يتم تسمية العواصف الاستوائية بأسماء تأتي من قائمة الأسماء لتلك السنة، ويعاد استخدام القوائم كل ست سنوات، وإذا كانت العاصفة مدمرة وخلفت الكثير من الضرر، يتم حذف اسمها من القائمة، ويتم استبداله باسم جديد.
اخيرا فإن الأعاصير تولد و تنمو ثم تموت حيث أنها تضعف كلما اقتربت من الأرض وابتعدت عن مصدر قوتها وهو الماء الساخن.
الكاتب: محمد إبراهيم
محرر تخصص فيزياء ... مهتم بكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا و السيارات، وأكتب في مجالات متنوعة مثل الصحة والغرائب والستايل وغيرها الكثير