نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء
هذا ليس بيت شعر من قصيدة لأحمد شوقي فحسب، بل عنوان أيضا لمسرحية الغزل التي نشاهدها في الكويت كل يوم امتدادا من شارع الحب الى شارع الخليج العربي أبطالها فتيان وفتيات يلعبون لعب الكر والفر بين الصد والرد.
اذا، شارعان من أهم شوارع الكويت وأجملها برسم الحب والتعارف. وفي الواقع، يمكن القول أنهما أصبحا مقصدا للكثير من الشباب الذي تستهويهم فكرة "غازلني وطاردني" ولكن ماذا عن المارين دون لا هدف ولا غاية؟ هل هم مجبرون على تحمل مضايقات المغازلين وزحمتهم وسباقاتهم المرورية الطائشة والمتهورة؟
شارع الحب وشارع الخليج العربي شارعان حيويان يشكلان نقطة وصل بين المناطق الكويتية مما يعني أنهما مزدحمان أساسا وجاء فيلم "غازلني وطاردني" ليزيد الطين بلة فعندما يبدأ الشاب بمعاكسة الفتاة، يقوم بتخفيف سرعته واذا تجاوبت الفتاة، تخف السرعة أكثر وأكثر وتنفتح أحاديث التعارف الشيقة على حساب الناس الذين ينتظرون في الخلف.
عداك عن تعطيل السير، اسمع هذا التنبيه المضحك المبكي. في حال حاولت الفتاة تجنبه والفرار، تبدأ عملية المطاردة التي غالبا ما تكون بسرعة جنونية تعرّض كل السيارات المحيطة لخطر الاصطدام في مشهد يقطع الأنفاس كذلك الذي نراه في فيلم "Fast and Furious".
اذا هذه الظاهرة لم تعد لعبة مسلية بل تمادت لتصبح مزعجة وخطرة، مزعجة للفتيات اللواتي يتعرضن لمعاكسات تصل أحيانا الى حد ارباكهن في القيادة وخطرة لما فيها من طيش وتهور بسبب السرعة الزائدة والتفنن بالقيادة بين الحارات. أيها المغازل، ابحث عن مكان آخر بعيدا عن الشارع فالسلامة العامة فوق كل اعتبار.
لقطة من شارع الخليج العربي، بداية شارع الحب (الدائري الثاني)
